جدول المحتويات
جدول المحتويات
الكوهوش الأسود اكتشفه واستخدمه الأمريكيون الأصليون منذ أكثر من قرنين. ينحدر الكوهوش الأسود من الفصيلة الحوذانية، وهو نبات طويل ومزهر ينمو في الغابات الغنية والمظللة. تاريخيًا، كان أخصائيو الأعشاب على علم بأن جليكوسيدات تريتربين وهي المكون الفعال في الكوهوش الأسود يساعد في تخفيف تشنجات الحيض المؤلمة وأعراض انقطاع الطمث بالإضافة إلى أمراض أخرى.
واليوم ما يزال الكوهوش الأسود يستخدم للأسباب ذاتها في الولايات المتحدة، كما يستخدمه الأشخاص الذين يريدون طريقة طبيعية أكثر لعلاج المشاكل الصحية النسوية في أوروبا بشكل واسع. يحتوي جذر الكوهوش الأسود على العديد من المواد الكيميائية التي يمكنها أن تؤثر إيجابًا على أجزاء مختلفة من الجسم، فقد يساعد في قدرة جهاز المناعة على محاربة العدوى وتخفيف الالتهابات، وقد يحسن صحة الجهاز العصبي. أظهرت كذلك بعض الدراسات فوائد لهذه العشبة لأمراض مزمنة أخرى، والتي سنبحث فيها بتعمق في هذا المقال.
سن اليأس هو أمر طبيعي يحدث للنساء، وعادة ما يحدث بين سن 45 و 55 عامًا، وبمعدل عمري 50 عامًا. يشخص الأطباء عادة سن اليأس عند المرأة عندما لا تأتيها الدورة الشهرية لمدة 12 شهرًا على الأقل. وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فإن معظم النساء لا تحدث لهن الهبات الساخنة، ولكن العديد منهن سيعانين من 3 أعراض من المذكورة أدناه. هذا الانتقال الطبيعي خلال الحياة يمكن أن يشعر كثير من النساء بعدم الراحة والإحباط، ولكن قد تكون هنالك طرق لتقليل هذا التأثير.
تشمل أعراض سن اليأس الأكثر شيوعًا ما يلي:
يحدث انقطاع الطمث عندما تفرز المبايض كميات أقل من الأستروجين والبروجيسترون، وهما الهرمونات التناسلية الأساسية في جسم المرأة. يحدث هذا عادة عند سن 50 عامًا. ولكن قد يحدث هذا في وقت أبكر إذا خضعت المرأة لعملية استئصال للرحم، أو إذا كانت مصابة بمرض نادر يسمى فشل المبيض المبكر.
تقليديًا، تعالج النساء اللواتي يدخلن في سن اليأس باستخدام الأدوية البديلة للهرمونات، والتي كان يوصي بها بشدة الأطباء كوسيلة لتجنب هشاشة العظام و "الحفاظ على الشباب". بدأ هذا بالتغير في عام 2005، عندما خرجت دراسة مبادرة صحة المرأة التي استغرقت 15 عامًا بأخبار مقلقة تحدّت الحكمة الشائعة في تلك الفترة.
ففي حين أن العلاج البديل المترافق مع الأستروجين (بريمارين) ساعد في تقوية العظام وتقليل الهبات الساخنة والكسور، إلا أنه زاد خطورة الإصابة بسرطان الثدي والمبايض والأزمات القلبية. كانت نتائج الدراسة مقلقة للأطباء والمرضى على حد سواء. تراجعت مبيعات هذه الأدوية، وبدأ البحث عن بدائل أكثر أمنًا. ونتيجة لذلك بدأ الأطباء كذلك بوصف مضادات الاكتئاب مثل فلوكسيتين (بروزاك) لمساعدة المرضى في تقليل أعراض انقطاع الطمث.
في تقرير من المركز الطبي لجامعة ميريلاند، لوحظ أن هنالك العديد من الدراسات التي تؤكد فعالية الكوهوش الأسود في تخفيف أعراض انقطاع الطمث. وجاء في هذا التقرير أنه في دراسة أجريت على 120 امرأة، ظهر أن الكوهوش الأسود حسّن أعراض الهبات الساخنة والتعرق الليلي بشكل أكثر فعالية من الدواء الشهير فلوكسيتين (بروزاك). وجد الباحثون في دراسة أجريت عام 2010 أن النساء اللواتي تناولن الكوهوش الأسود انخفضت لديهن الهبات الساخنة والتعرق الليلي بنسبة 26%.
نشر المعهد الوطني للصحة دراسة على الكوهوش الأسود في عام 2006. قام الباحثون في هذه الدراسة بتقسيم 351 امرأة تتراوح أعمارهن بين 45-55 إلى خمس مجموعات، وأعطين جميعهن مكملات غذائية مختلفة أو علاج وهمي. بعد 12 شهرًا من تناول المكمل/العلاج الوهمي لم يكن هنالك فرقًا كبيرًا بين المجموعات اللواتي تناولن العلاج الوهمي والمجموعات اللواتي تناولن الأعشاب. ولكن لاحظت مجموعة واحدة تناولت مستحضرًا عشبيًا يحتوي على الكوهوش الأسود والصويا تغيرًا.
وخلصت دراسة أجريت عام 2013 إلى أن "الكوهوش الأسود يمكن استخدامه كدواء بديل فعال للتخفيف من الأعراض الوعائية لانقطاع الطمث". بمعنى آخر، فإن هذا قد يساعد النساء اللواتي يعانين من الهبات الساخنة. وبالمثل، أظهرت دراسة أجريت عام 2011 على النساء اللواتي لديهن سجل بمرض سرطان الثدي وكنّ يتناولن أدوية تاموكسيفين (سولتاموكس) أن الكوهوش الأسود قد يساعد في تخفيف أعراض الهبات الساخنة والتعرق ومشاكل النوم والقلق.
بواقع خبرتي فإن حوالي نصف النساء اللواتي يتناولن الكوهوش الأسود يستفدن منه والنصف الآخر من النساء لا يستفدن منه. وبما أن الكوهوش الأسود يمتلك سجل سلامة جيد، فإن الكثير من النساء يأخذن بعين الاعتبار تناوله مرتين إلى ثلاث مرات على الأقل في الشهر لمعرفة فيما إذا كان مفيدًا لهن. فإذا لم يلاحظن فائدة منه فعندها يتوقفن عن تناوله. وفي حين أن الكوهوش الأسود معروف بشكل رئيسي لعلاج أعراض انقطاع الطمث، فإن هنالك فوائد أخرى يمكن الحصول عليها من إضافة الكوهوش الأسود إلى نظامك التكميلي.
الأرق وقلة النوم هي مشكلة شائعة في مجتمعنا الحديث. يعاني الملايين من "إيقاف عقلهم عن التفكير" بعد يوم طويل. كانت هناك قصص نجاح حيث عمل الكوهوش الأسود كمساعد على النوم، وقد يساعد كذلك في تخفيف أعراض الضغط العصبي والقلق. في دراسة أجريت عام 2015 تم فصل مجموعتين من النساء، حيث تناولت مجموعة الكوهوش الأسود وتناولت الأخرى علاجًا وهميًا. ذكر في خلاصة الدراسة أن النساء اللواتي تناولن الكوهوش الأسود على مدار ستة أشهر شهدوا تحسنًا كبيرًا في نومهم.
وفي دراسة أجريت عام 2011 على النساء اللواتي لديهن سجل بمرض سرطان الثدي واللواتي كن يتعالجن بأدوية تاموكسيفين، وجد أن الكوهوش الأسود قد يساعد في تقليل المشاكل المتعلقة بالنوم. يمكن تناوله بشكل آمن مع الميلاتونين، وهو مكمل غذائي للنوم، إذا استدعت الحاجة.
متلازمة تكيس المبايض هو اضطراب معقد في جهاز الغدد الصماء، والذي قد يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية للمرأة وظهور حب الشباب وقد يسبب العقم. كما قد يسبب هذا الاضطراب ألمًا شديدًا، حيث قالت بعض النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض أنه يسبب ألمًا شديدًا في المعدة والانتفاخ والصداع والإرهاق. في دراسة أجريت عام 2014 خضعت النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض لبرنامج دوائي عشبي. أظهرت الدراسة أن الدواء العشبي الذي يحتوي على الكوهوش الأسود قد يحسن أعراض متلازمة تكيس المبايض. يجب على النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض استشارة الطبيب قبل البدء بتناول الكوهوش الأسود.
هشاشة العظام تؤثر على أكثر من 75 مليون شخص في اليابان وأوروبا والولايات المتحدة، ويقدر بأنها تؤثر على أكثر من 200 مليون شخص حول العالم. قبل أن يصاب الشخص بهشاشة العظام فإنه يكون لديه مرض يسمى ترقق العظم، حيث تصبح العظام أرق من الطبيعي ولكن ليست رقيقة بقدر من لديهم هشاشة العظام.
عندما تصبح العظام هشة وضعيفة فإن هذا قد يسبب العديد من الإصابات والكسور. هشاشة العظام هو مرض شائع مرتبط بالعمر يضعف العظام ويصيب كلًا من الرجال والنساء. من المهم علاج ترقق العظم وهشاشة العظام عند تشخيصه مباشرة، وفي حين أنه يصعب علاج هشاشة العظام، إلا أنه يمكن منع العظام الرقيقة من أن تسوء حالتها أكثر. يلعب فيتامين د والكالسيوم والمغنيسيوم دورًا هامًا. وقد يساعد كذلك الكوهوش الأسود.
أظهرت دراسة نشرت في مجلة Chemistry and Biology عام 2007 أن الكوهوش الأسود له بعض الفوائد في منع انحسار العظم. بالنسبة للأشخاص الذين يميلون للعلم، فقد ظهر أن ACCX أو (25-أسيتيل سيميجينول زايلوبرانوسايد) المعزول من الكوهوش الأسود، يمكنه منع تكوين الخلايا الهادمة للعظم التي شكلها منشط المستقبل لرابط العامل النووي (RANKL) أو عامل نخر الورم ألفا (TNF). خلاصة هذه الدراسة كانت أن الكوهوش الأسود ساعد في منع زيادة انحسار العظم. وعلى غرار ذلك، أظهرت دراسة على الحيوانات نشرت في مجلة Planta Medica عام 2010 أن الكوهوش الأسود يمكن أن يساعد في تحسين قوة العظم.
يصيب القلق ملايين الأمريكيين أكثر من أي مكان آخر في العالم. يمكن أن يظهر القلق بأشكال وأعراض مختلفة، وبعض حالات القلق يمكن أن تكون أكثر حدة من غيرها. يذهب العديد من الأشخاص إلى تناول الأدوية لمساعدتهم في التغلب على نوبات القلق، ولكن الأدوية الموصوفة لا تكون هي الإجابة دومًا، ويجب استخدامها بحذر شديد.
الأدوية الشائعة المستخدمة للقلق مثل ألبرازولام (زاناكس) ولورازيبام (أتيفان) وديازيبام (فاليوم) تم ربطها بارتفاع خطورة الإصابة بالخرف، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في مجلة British Medical Journal في عام 2014. العديد من الأشخاص الذين يعانون من القلق يختارون تجنب هذه الأدوية كليًا ويبحثون عن بدائل طبيعية أكثر.
أظهر الكوهوش الأسود قدرته على تخفيف القلق. وخلصت دراسة أجريت عام 2007 إلى أن الكوهوش الأسود ساعد الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب. (هنالك أيضًا مكملات أخرى تساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق مثل نبتة سانت جون (العرن).) وفي دراسة أجريت عام 2011 على النساء اللواتي لديهن سجل بمرض سرطان الثدي واللواتي كن يتعالجن بأدوية تاموكسيفين، وجد أن الكوهوش الأسود قد يساعد في تقليل أعراض القلق. كما دعمت دراسة أجريت عام 2018 استخدامه.
النساء اللواتي في سن اليأس ويعانين من سرطان الثدي بشكل متكرر يحتجن إلى تجنب بدائل الأستروجين بسبب نوع السرطان المصابات به. السؤال الذي يطرح نفسه هو هل من الآمن للنساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي تناول الكوهوش الأسود؟ وفقًا لدراسة أجريت عام 2014 فإن الكوهوش الأسود آمن لجميع النساء المصابات بسرطان الثدي أو اللواتي أصبن به مسبقًا. ومع ذلك فإنني أوصي مناقشة هذا مع الطبيب قبل استخدام المكملات.
الآثار الجانبية المحتملة قد تضم الصداع وتهيج المعدة، حتى وإن كانت الجرعة صغيرة. ولكن بشكل عام فهذه الآثار الجانبية نادرة. بحسب بعض الأشخاص فإن تناول جرعات كبيرة منه قد تسبب إجهاد الكبد. على كل حال، ففي دراسة أجريت عام 2011 على 1100 امرأة في سن اليأس يتناولن الكوهوش الأسود فإنه لم يظهر أي دليل على تضرر الكبد. وخلصت دراسة نشرت في مجلة Climacteric عام 2018 إلى أن الكوهوش الأسود آمن. ينصح للنساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل أو الأدوية البديلة للهرمونات أو أدوية الضغط مناقشة الأمر مع الطبيب قبل البدء بتناول الكوهوش الأسود.
ما يزال الكوهوش الأسود قيد الدراسة. يعتقد بأن الكوهوش الأسود يمتلك فوائد أخرى تتعدى ما ناقشناه هنا، ولكن البحوث ما زالت قائمة. حتى مع وجود دراسات ناجحة تظهر فوائده للنساء في سن اليأس ومن يعانين من متلازمة تكيس المبايض وفوائده للقلق والنوم، فإنه يجب تناوله بحذر، ويجب عليك استشارة طبيبك دومًا قبل البدء بتناول هذا المكمل.
المراجع:
شكر خاص إلى شيلبي كامبل التي ساعدتني في البحث عن المعلومات لهذه المقالة.
إخلاء مسؤولية:لا يهدف هذا المركز الصحي إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أولا يهدف هذا المركز الصحي إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذا المركز الصحي هو لأغراض إعلامية فقط. يرجى استشارة طبيب أو أي متخصص آخر في الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو صحي أو خيارات علاجية. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذا المركز الصحي بديلاً عن المشورة من متخصص في الرعاية الصحية. الادعاءات الواردة حول منتجات معينة في هذا المركز الصحي غير معتمدة لتشخيص أو علاج أو شفاء أو منع الأمراض.
