جدول المحتويات
جدول المحتويات
أصبحنا نسمع المزيد عن الاستدامة كل عام، فقد أصبحت أمرًا مهمًا في عالم مستحضرات التجميل. تريد المستهلِكة معرفة أي المنتجات يُجدي نفعًا، ولكنها تريد أيضًا معرفة، ما هو الأفضل للبيئة ولأجسامنا؟ يريد الجميع معرفة ما تفعله العلامات التجارية للتخلص من سُميّة المنتج وتحسين كوكبنا.
في سياق التزام العلامات التجارية بالاستدامة، نرى الشركات تركز على دورة صنع منتجاتها، وما يحدث بعد أن تصبح المنتجات في أيدي المستهلكين. هناك العديد من الأمور التي يجب مراعاتها عند النظر في استدامة منتج التجميل: مثل كيفية الحصول على المكونات، وما إذا كانت المكونات المستخدمة صديقة للبيئة أم لا. هناك انبعاثات ناتجة عن التصنيع يجب مراعاتها، فضلًا عن مواد التعبئة والتغليف وما إذا كانت قابلة لإعادة التدوير أم لا.
وليست العلامات التجارية الخاصة بمنتجات التجميل فقط هي التي يجب أن تلتزم بإجراء تغييرات، بل نحن كمستهلكين، يجب علينا إجراء تغييرات أيضًا. دعينا نحدد الطرق التي يمكننا من خلالها المساهمة في بيئة أكثر صحة وأمانًا عن طريق اختيار منتجات التجميل المستدامة، والقضاء على النفايات، والتركيز على الخيارات التي نتخذها.
هناك الكثير من الأموال التي تُجنى في قطاع منتجات التجميل العالمي، وعدة آلاف من المنتجات والعلامات التجارية للاختيار من بينها. فهل جميعها مشتركة في خطة لإنشاء منتجات أكثر استدامة؟ الجواب هو... لا.
تأخذ بعض العلامات التجارية الاستدامة على محمل الجد ولديها استراتيجيات طويلة المدى لتحسين تأثير منتجاتها على المستهلكين وعلى البيئة. في حين تتطلع العلامات التجارية الأخرى إلى الاستفادة من الأهمية التي يوليها المستهلكون للمنتجات المستدامة، وقد استوعبت الكلمات أو العبارات الطنانة مثل التجميل النظيف، والتجميل الأخضر، وعضوي، على سبيل المثال لا الحصر. استخدام هذه الكلمات لوصف المنتجات لا يخضع للرقابة في قطاع منتجات التجميل. قد تنخدع المستهلِكات، وتعتقدن أنهن قد اخترن منتجات مستدامة تحتوي على مكونات صديقة للبيئة. ولكن، قد تكون هذه المكونات قليلة جدًا في المنتجات، وهي ليست بالضرورة أكثر أمانًا للبيئة.
يشار إلى أساليب التسويق هذه باسم " الغسيل الأخضر (Greenwashing)"، وهي شيء يجب أن تكون المستهلِكات على دراية به. Provenance هي منظمة مستقلة تعمل مع العلامات التجارية للتحقق من معلومات الاستدامة وإتاحتها بسهولة للمستهلكين. أحد أهدافها الرئيسية هو حماية المستهلكين من الغسيل الأخضر.
هناك بعض المكونات الرئيسية التي من المنطقي تجنبها عند شراء منتجات التجميل المستدامة، وسأشرحها لكِ بالتفصيل هنا، إلى جانب بعض البدائل الأفضل.
تستخدم العديد من منتجات تقشير الوجه والجسم حبيبات بلاستيكية صغيرة تلوث الأنهار، والبحيرات، والمحيطات. تتناول الكائنات البحرية هذه الحبيبات - وهذا يعني أنها في النهاية قد يتناولها البشر أيضًا. هذه الحبيبات البلاستيكية متناهية الصِغر لا تذوب، وتتراكم في البيئة بمعدل ينذر بالخطر. تُستخدم تلك الحبيبات أيضًا في معجون الأسنان، وملمع الشفاه، والشامبو، ومنتجات الوقاية من أشعة الشمس، وكحل العيون. أدرك الرئيس أوباما والكونغرس مشكلة الميكروبيدات في عام 2015، حيث أقرا " قانون المياه الخالية من الميكروبيدات لعام 2015" ليصبح قانونًا معمولًا به. أدى هذا إلى التخلص التدريجي من استخدام الميكروبيدات البلاستيكية بحلول عام 2019 في جميع المنتجات المصنعة. ومع ذلك، لا نزال نجدها في قوائم المكونات حتى اليوم.
لتحديد ما إذا كان المنتج يحتوي على ميكروبيدات، ابحثي عن هذه المكونات على الملصق:
بدلًا من استخدام منظفات ومقشرات الوجه التي تحتوي على المكونات المذكورة أعلاه، جربي المنتجات التي تستخدم التقشير بالأرز، أو إنزيمات الفاكهة، أو حمض الجليكوليك، أو حمض الماندليك. هذه المكونات آمنة على البيئة وفعالة للغاية. بالإضافة إلى أنها ستترك بشرتكِ ناعمة ومشرقة. يحتوي أحد منظفاتي المفضلة على إنزيمات الأناناس التي تقشر بلطف. أنا دائمًا أبتهج بمظهر بشرتي بعد استخدامه.
يمكنكِ العثور على بعض مقشرات الجسم الرائعة التي تستخدم مقشرات طبيعية مثل السكر والملح. عادة ما يتم دمجها مع الزيوت الأساسية وتترك بشرتكِ ناعمة كالحرير. هناك أيضًا مقشرات كيميائية آمنة لتقشير الجسم. إذا كنتِ تبحثين عن تقشير كيميائي آمن، يمكنكِ العثور على مقشر للجسم بحمض الجليكوليك، وحمض اللبنيك، و AHA، و BHA، وإنزيمات الفاكهة التي ستمنحكِ نتيجة رائعة بعد أول استخدام.
BHA و BHT هما من مضادات الأكسدة الصناعية المستخدمة كمواد حافظة في منتجات التجميل. هذه المكونات محظورة في العديد من البلدان لأسباب صحية. يُعتقد أن كلاهما ضار بالبيئة، وبالبشر، وسام للكائنات البحرية. غالبًا ما تُستخدم هذه المواد الكيميائية لحفظ أحمر الشفاه والمرطبات. ومع ذلك، ستجدين BHA و BHT في العديد من مستحضرات التجميل المختلفة. تُستخدم هذه المواد الحافظة المشكوك فيها أيضًا في الأطعمة المنتجة في الولايات المتحدة، وهي بالتأكيد مواد يحتاج المستهلكون إلى البحث عنها على أغلفة الأطعمة.
كندا هي إحدى الدول التي حظرت استخدام BHA و BHT. ومن المثير للاهتمام، أنني نظرت إلى قائمة المكونات الموجودة على علبة حبوب الإفطار التي تحظى بشعبية كبيرة لدى الأطفال. في الولايات المتحدة، ذُكر على الملصق استخدام BHT للنضارة. في منتج الحبوب الكندي الذي تنتجه نفس الشركة الأم، لم أجد BHT على الملصق. عندما أشاهد مثل هذه المشكلات بنفسي، أُدرك مدى أهمية أن يكون المستهلكون على دراية بما هو موجود في المنتجات التي يشترونها.
لتحديد ما إذا كان المنتج يحتوي على BHA أو BHT، ابحثي عن هذه المكونات على الملصق:
الخبر السار هو أن هناك الكثير من مرطبات الوجه التي لا تحتوي على هذه المواد الحافظة. تأكدي من فحص المكونات، ولكن على الأغلب يمكنكِ الشراء بثقة من مصدر موثوق لمنتجات التجميل.
قد تكون الفثالات مصطلحًا مألوفًا لكِ، ولكن هل يمكنكِ التعرف عليها بالفعل على ملصق المنتج؟ الفثالات هي عائلة من المواد الكيميائية الموجودة في مستحضرات التجميل، والأطعمة، ولعب الأطفال، والمنظفات، والعديد من المنتجات الأخرى. إذا تمكنتِ من تجنبها في أحد المنتجات، ربما ستتعرضين لها في منتج آخر.
في عالم مستحضرات التجميل، غالبًا ما تُستخدم في صناعة العطور، وبخاخ الشعر، والشامبو، والصابون، وطلاء الأظافر، والمرطبات. في طلاء الأظافر، تعمل هذه المواد الكيميائية على تقليل تشقق الطلاء. وفي مثبتات الشعر، تمنع المنتج من التصلب الشديد. في العطور، تُستخدم كمذيبات. ربما تكون مضافات شائعة لأنها متعددة الاستخدامات وتجعل المنتج يؤثر بسرعة وبالطريقة التي يرغب بها المصنع.
في الولايات المتحدة، حُظر استخدام الفثالات في الألعاب، ولكنها ما زالت موجودة في المنتجات الأخرى التي نستخدمها يوميًا. من المعروف أنها تسبب تهيج الجلد ومجموعة من الأعراض المزعجة الأخرى لبعض الناس، بالإضافة إلى وجود عواقب صحية أكثر خطورة بكثير. في عام 2014، حُظر أحد الفثالات المعروفة من استخدامه في منتجات الأطفال، وهو DiDp. من المقلق معرفة أن هناك مكونات محظورة في منتجات الأطفال وفي قوائم التحذير ولكن الشركات لا تزال تستخدمها. قد لا تضع الشركات بعض هذه المكونات في صنع الألعاب، ولكن يمكن أن يتعرض لها الجميع، بما في ذلك الأطفال، دون قصد عند استعمال المنتجات التي تحتوي على المواد الكيميائية في حياتهم اليومية. تستمر إدارة الغذاء والدواء في مراقبة العلاقة بين هذه المواد الكيميائية وصحة الإنسان، ولكنها لم تجمع أدلة كافية لاتخاذ إجراءات تنظيمية.
لتحديد المنتجات التي تحتوي على الفثالات، ابحثي عن هذه المكونات على الملصق:
يوجد أكثر من 500 شامبو، وبلسم، ومنتجات تصفيف خالية من الفثالات، وهي تعد خيارات أكثر صداقة للبيئة للعناية بشعرك.
في حين أنه قد تم حظر استخدام الفثالات في صناعة لعب الأطفال، إلا أننا ما زلنا نجدها في منتجات العناية الشخصية للأطفال. من المهم اختيار معجون الأسنان، وكريم الطفح الجلدي، والمرطبات، والشامبو الخالية من أي فثالات وآمنة على طفلك وعلى كوكبنا.
ربما لا يفاجئكِ رؤية العطور الصناعية في قائمة المكونات غير المستدامة في منتجات التجميل. العطور لها تأثير حقيقي على الاستدامة، لأن المكونات التي تدخل في صنع العطر لا تحتاج إلى أن تكون مدرجة على الملصقات - فهي محمية بقوانين "الأسرار التجارية". يظل مصدر المكونات والمواد الكيميائية لغزا للمستهلكين. ويمكن العثور على العطور الصناعية في كل شيء من منتجات الأطفال، ومستحضرات الوقاية من أشعة الشمس، والمنظفات، والصابون، والمرطبات، وكريمات الجسم، وغيرها كثير. تُصرف العطور الصناعية عبر مياه الصرف الصحي، وتشق طريقها إلى المحيط في النهاية. هناك، يمكن أن تتراكم في الأنسجة الرخوة للكائنات البحرية. ونظرًا لأن المكونات تعد لغزًا للمستهلكين، فمن غير المعروف ما تفعله المواد الكيميائية الموجودة في العطور الصناعية للإنسان وبقية البيئة.
لمعرفة المنتجات التي تحتوي على العطور الصناعية، يذكر الملصق أن المنتج يحتوي على عطر.
بدلًا من الصابون المعطر، اختاري الصابون الخالي من العطور. إذا كنتِ ترغبين في الصابون والمنظفات المعطرة بشكل طبيعي، فإن الخيار الأفضل هو تلك التي تحتوي على الزيوت العطرية. تقدم بعض الزيوت العطرية فوائد للعناية بالبشرة والصحة، لكن رائحتها أيضًا جميلة ويتحملها الناس أفضل من العطور الصناعية. من المعروف أن العطور الصناعية تؤذي الأشخاص الذين يعانون من الحساسية. سواءً كانت برائحة خشبية أو زهرية، يمكن الجمع بين الزيوت العطرية لخلق روائح جميلة.
هناك عنصر شائع آخر يصعب الهروب منه، وهو السيليكون والسيليوكسان. يُستخدم السيليكون في منتجات مكافحة الشيخوخة، والمكياج، والعناية بالشعر، والعديد من منتجات التجميل الأخرى. إنه ليس منتجًا قابلاً للتحلل، ولكن يمكن إعادة تدويره. المهم هنا هو أنه ليس كل السيليكون يُعاد تدويره، أو أنه لا يُعاد تدويره بأمان. في ظل هذه الظروف، يمكن أن يشكل تهديدًا للبيئة. وجدت شركات الأبحاث البيئية في جميع أنحاء العالم هذه المادة الكيميائية في الكائنات البحرية التي يتناولها البشر. ومع ذلك، يعتبر السيليكون خيارًا أكثر وعيًا من البلاستيك. إنه مصنوع من الرمل ولا يتضمن تعدين النفط الخام مثل البلاستيك.
أساس تقليل الإهدار الناتج عن استخدام السيليكون هو معرفة جودة المنتج الذي تحصلين عليه. غالبًا ما تتسرب المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع السيليكون الرخيص إلى البيئة. لضمان حصولكِ على سيليكون عالي الجودة يمنع السموم في منزلكِ وفي بيئتنا، ابحثي عن المنتجات المصنفة في الفئة الغذائية أوالطبية. يشير هذا إلى أن السيليكون المستخدم هو على أعلى مستويات الجودة. أيضًا، بعض منتجات السيليكون لديها ختم الموافقة من إدارة الغذاء والدواء. هذه تعتبر خيارات أفضل بكثير، وتساعد على تقليل النفايات في البيئة من استخدام البلاستيك أو السيليكون منخفض الجودة.
لمعرفة المنتجات التي تحتوي على السيليكون، ابحثي عن هذه المكونات على الملصق:
السيليكون في منتجات التجميل والتعبئة والتغليف ليس بالضرورة سلبيًا، لكن انتبهي إلى نوع السيليكون الذي تشتريه، وما إذا كان ذلك منطقيًا لنوع بشرتك. هو أيضًا له فوائد مثل جعل البشرة تبدو أكثر نعومة، وزيادة مقاومة المنتجات للماء. ولكن، فإنه يمكث على سطح بشرتكِ، لذا إذا كانت بشرتكِ تميل إلى إفراز البثور بسهولة أو لديك بشرة دهنية، فقد لا يكون السيليكون هو الخيار الأفضل لكِ. يساعد السيليكون على التخلص من التجعد. قد تستخدم ماركات التجميل السيليكون في التعليب بدلًا من البلاستيك لأنه يقلل النفايات عند إعادة تدويره بشكل صحيح.
إذا كنتِ ترغبين في تجنب السيليكون تمامًا، يمكنكِ العثور على المئات من المرطبات الخالية من السيليكون ومنتجات العناية بالشعر. بعيدًا عن ذلك، لقد أصبح لديك الآن فهم أفضل لكيفية توخي الحذر عند اختيار المنتجات التي تحتوي على السيليكون.
كنت أود لو أقول إن هذا هو كل شيء يجب البحث عنه عند اختيار منتجات تجميل مستدامة، ولكن هناك مكونات أخرى تجب مراعاتها. هذه القائمة هي بداية جيدة، وتتطرق إلى بعض المكونات والممارسات الهامة والمتعلقة بالاستدامة في منتجات التجميل. تذكري أن كل ما يقال عليه "طبيعي بالكامل" ليس بالضرورة مستدامًا، لأن الموارد الطبيعية يمكن أن تُستنفد.
هناك أشياء أخرى يجب مراعاتها مثل كيفية الحصول على المكونات وما إذا كانت تُستخدم بأمان في التصنيع. بالإضافة إلى ذلك، ليست كل المكونات الطبيعية آمنة بالضرورة. احذري من الغسيل الأخضر! الاستدامة موضوع واسع وآمل أن أرى المزيد عنه في العام المقبل.
إخلاء مسؤولية:لا يهدف هذا المركز الصحي إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أولا يهدف هذا المركز الصحي إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذا المركز الصحي هو لأغراض إعلامية فقط. يرجى استشارة طبيب أو أي متخصص آخر في الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو صحي أو خيارات علاجية. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذا المركز الصحي بديلاً عن المشورة من متخصص في الرعاية الصحية. الادعاءات الواردة حول منتجات معينة في هذا المركز الصحي غير معتمدة لتشخيص أو علاج أو شفاء أو منع الأمراض.
